“أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا” – مؤتمر الأساقفة المسكوني الثاني والثلاثين

“أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا” – مؤتمر الأساقفة المسكوني الثاني والثلاثين

“أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا” – مؤتمر الأساقفة المسكوني الثاني والثلاثين 1600 900 admin

 

خلال الأيام الماضية، شهدت القدس أحداث المؤتمر المسكوني الثاني والثلاثين للأساقفة أصدقاء الفوكولاري، والذي اتخذ موضوع “المحبة المتبادلة بين تلاميذ المسيح” عنواناً له.
ولدت هذه المبادرة على يد كيارا لوبيك، مؤسسة حركة الفوكولاري، وبتشجيع من البابا يوحنا بولس الثاني، حيث يجمع هذا المؤتمر بين الأساقفة من شتى أنحاء العالم وكنائسه المختلفة الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، من أساقفة أرثوذكس وأنجليكان وميثوديين ولوثريين وكاثوليك، اجتمعوا معاً طوال أربعة أيام تحت شعار المشاركة والمسكونية.
في أرض نشعر فيها بصورة مكثفة بمشكلة التعايش بين مختلف الطوائف والشيع المتعدّدة، جاء هذا المؤتمر المسكوني بمثابة فرصة مناسبة لعيش المشاركة التي وإن لم تكن مشاركة لاهوتية وعقائدية، لكنها تشكل إئتلافاً بين القلوب.

سيادة المنسنيور روبين سميث
مطران كنيسة القديس ألبانز الإنجيلية
نحن نجتمع كل عام، أساقفة من كل أنحاء العالم ومن مختلف الطوائف، لنعيش معاً الوحدة في يسوع المسيح. من خلال احترام اختلافاتنا وتقاليدنا وتعاليمنا، نؤمن وبعمق بأننا نستطيع أن نحيا معاً، وذلك لأن يسوع قائم في وسطنا.
أتينا لنكون شهوداً على حقيقة أن الوحدة ممكنة. فبرغم كل الاختلافات، بالإمكان احترام بل وأيضاً محبة أخينا وأختنا، المختلف عنا. لأن يسوع موجود فيهم بقدر وجوده فينا.

حمل اللقاء بغبطة بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث معاني عميقة، حيث استقبل ممثلي الكنائس المختلفة في جو ميزته مشاعر الأخوة والصداقة. بالرغم من ثقل مسألة الانقسام التي تفصل بين الكنيسة الأرثوذكسية ومختلف الطوائف المسيحية، إلا أن اللقاء بغبطته كان علامة رجاء على درب الوحدة.
تجلت الرغبة في تحقيق الوحدة من خلال عهد المحبة المتبادلة الذي تبادله الأساقفة في ظلال درجات السلم، ذلك المكان الذي شهد صلاة يسوع من أجل تلاميذه حتى يكونوا كلهم واحد.

السيد كلاوديو ماينا
حركة الفوكولاري في الأرض المقدسة
هذه الدرجات هي آثار سلم روماني قديم يربط علية صهيون بوادي قدرون. ثمة تقليد يربط هذا المكان بصلاة يسوع من أجل الوحدة. بحسب هذا التقليد فإن يسوع بعد العشاء الأخير مضى إلى بستان الزيتون وهناك صلى لأجل الوحدة. إنه تقليد محبب جداً لدى حركة الفوكولاري لأن روحانية هذه الحركة مؤسسة بالتحديد على مسألة الوحدة.

سيادة المنسنيور أرماندو بورتولاسو
النائب الرسولي السابق في حلب
نلتقي سوية، ونبرم مع بعضنا اتفاق الوحدة هذا الذي به نتعهد بمحبة بعضنا كما أحبنا يسوع، فنكون مستعدين لتقديم حياتنا لأجل بعضنا البعض وسط التعددية الطائفية.
نريد أن نتعمق في الأمر ونعيش المحبة المتبادلة بين الأساقفة فنتبادل الخبرات في روح أخوية، في قناعة ثابته أننا إذا أحببنا بعضنا بعضاً فإننا نحقق المسكونية في قلوبنا.

برنامج مكثف غني باللقاءات، بالإضافة إلى الزيارات العديدة إلي مختلف الأماكن المقدسة في القدس ومحيطها، مثل كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة وعلية صهيون، وهي المكان الذي يبرز أكثر من غيره الاختلاف والوحدة في آن، والذي ميز مختلف مداخلات المجمع المسكوني.

سيادة المنسنيور بطرس معلم
رئيس الأساقفة السابق للروم الكاثوليك في الجليل
المحبة هي الطريق المثلى. فالله محبة وفي تلك المحبّة يمكننا أن نجد الطريق إلى الوحدة.

نيافة الكردينال ميلوسلاڤ ڤليك
رئيس أساقفج پراغا السابق
تكمن الطريق لتحقيق الوحدة في عيش الإنجيل وتقديم شهادة مشتركة بين مختلف الكنائس، على الإنجيل وكلمة الله. فإننا إذ نعيش كلمة يسوع نحقق الوحدة.
الأمر لا يعتمد على قوانا الشخصية، بل على قوة يسوع المسيح والروح القدس.

سيادة المنسنيور أرماندو بورتولاسو
النائب الرسولي السابق في حلب
الروح القدس بحاجة لأساقفة الكنائس المختلفة الذين يحبون بعضهم بعضا ويريدون الخير لبعضهم البعض… والروح القدس سيقوم بالباقي! ولكن إن لم يتحقق هذا اللقاء، وهذه المعرفة المتبادلة، وهذا الجو الأخوي، ولم يتوفر استعدادنا لبذل حياتنا في سبيل بعضنا، فإن الروح لن يتمكن من تحقيق شيء.

Original post published in cmc-terrasanta.org